فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفرق بين الآخر والآخر:

أن الآخر بعنى ثان وكل شيء يجوز أن يكون له ثلث وما فوق ذلك يقال فيه آخر ويقال للمؤنث آخر وما لم يكن له ثالث فما فوق ذلك قيل الأول والآخر ومن هذا ربيع الأول وربيع الآخر.

.الفرق بين الحد والنهاية والعاقبة:

أن النهاية ما ذكرناه والحد يفيد معنى تمييز المحدود من غيره ولهذا قال المتكلمون حد القدرة كذا وحد السواد كذا وسمي حدا لأنه يمنع غيره من المحدود في ما هو حد له وفي هذا تمييز له من غيره ولهذا قال الشروطيون اشترى الدار بحدودها ولم يقولوا بناياتها لأن أجمع للمعنى ولهذا يقال للعالم نهاية ولا يقال للعالم حد فإن قيل فعلى الاستعارة وهو بعيد وعندهم أن حد الشيء منه فقال أبو يوسف والحسن بن زياد غذا كتب حدها الأول دار زيد دخلت دار زيد في لاشراء وقال أبو حنيفة لا تدخل فيه وإن كتب حدها الأول المسجد وأدخله فسد البيع في قولهما وقال أبو حنيفة لا يفسد لان هذا على مقتضى العرف وقصد الناس في ذلك معروف وأما العاقبة فهي ما تؤدي إليه التأدية والعاقبة هي الكائنة بالنسب الذي من شأنه التأدية وذلك أن السبب على وجهين مولده ومود وإنما العاقبة في المؤدي فالعاقبة يؤدي إليها السبب المقدم وليس كذلك الآخرة ولأنه قد كان يمكن أن تجعل هي الأولى في العدة.

.الفرق بين الجانب والناحية والجهة:

قال المتكلمون إن جانب الشيء غيره وجهته ليست غيره ألا ترى أن الله تعالى لو خلق الجزء الذي لا يتجزا منفردا لكانت له جهات ست بدلالاة أنه يجوز أن تجاوره ستة أجزاء من كل جهة جزء ولا يجوز ألا ترى أنك تقول للرجل خذ على جانبك اليمن تريد ما يقرب من هذه الجهة لو كان جانبك اليمين أو الشمال منك لم يمكنك الأخذ فيه وقال بعضهم ناحية الشيء كله وجهته بعضه أو ما هو حكم البعض يقال ناحية العراق أي العراق كلها وجهة العراق يراد بها بعض أطرافها وعند أهل العربية أن الوجه مستقبل كل شيء والجهة النحو يقال كذا على جهة كذا قال الخليل قال ويقال رجل أحمر وجهه أي في كل وجه استقبلته وأخذت فيه وتجاه الشيء ما استقبلته يقال توجهوا إليك ووجهوا اليك كل يقال غير أن قولك وجهوا اليك على معنى ولوا وجوهم والتوجيه الفعل الللازم والناحية فاعلة بمعنى مفعولة وذلك أنها منحوة أي مقصودة كما تقول راحلة وإنما هي مرحولة وعيشة راضية أي مرضية.

.الفرق بين الجانب والكنف:

أن الكنف هو ما يسد الشيء من أحد جانبيه ولهذا يستعمل في المعونة فيقال أكنف الرجل إذا أعانه وكنفته أذا حطته وكنفت الإبل إذا حطتها في حظيرة من الشجر ويجوز أن يقال الفرق بين الجانب والكنف أن الكنف هو الجانب المعتمد عليه وليس كذلك الجانب. اهـ.

.تفسير الآيات (18- 19):

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كانت الصدقة كالبذر الذي تقدم أن الله تعالى يحييه ويضاعفه أضعافًا كثيرة على حسب زكاء الأرض، قال منتجًا مما مضى ما يعرف أن من أعظم ما دل على الخشوع المحثوث عليه والبعد عن حال الذين أوتوا الكتاب في القسوة الصدقة بالإنفاق الذي قرنه في أولها بالإيمان، وحث عليه في كثير من آياتها تنبيهًا على أنه ثمرته التي لا تخلف عنه، معبرًا عنه بما يرشد إلى أنه المصدق لدعواه، وأكده لمن يشك في البعث من إنكار بركة الصدقة عاجلًا أو آجلًا تقيدًا بالمحسوسات: {إن المصدقين} أي العريقين في هذا الوصف من الرجال {والمصدقات} أي من النساء بأموالهم على الضعفاء الذين إعطاؤهم يدل على الصدق في الإيمان لكون المعطى لا يرجى منه نفع دنيوي، ولعله أدغم إشارة إلى إخفاء الإكثار من الصدقة حتى تصير ظاهرة، وقراءة ابن كثير وأبي بكر عن عاصم بالتخفيف تدل مع ذلك على التصديق بالإيمان، فكل من القراءات يدل عليهما، ومن التفصيل بذكر النوعين تعرف شدة الاعتناء.
ولما كانت صيغة التفعل تدل على التكلف حثًا على حمل النفس على التطبع بذلك حتى يصير لها خلقًا في غاية الخفة عليها فقال عاطفًا على صلة الموصول في اسم الفاعل معبرًا بالماضي بعد إفهام الوصف الثبات دلالة على الإيقاع بالفعل عطفًا على ما تقديره موقعًا ضميرًا المذكر على الصنفين تغليبًا الذين صدقوا إيمانهم بالتصدق: {وأقرضوا الله} الذي له الكمال كله بتصديقهم سواء كانوا من الذكور أو الإناث، وإنفاقهم في كل ما ندب إلى الإنفاق فيه، وأكد ووصف بقوله: {قرضًا حسنًا} أي بغاية ما يكون من طيب النفس وإخلاص النية في الصدقة والنفقة في سبيل الخير، وحسنه أن يصرف بصره إلى النظر إلى فعله والامتياز به وطلب العوض عليه، قال الرازي: {يضاعف} أي ذاك القرض {لهم} ويثابون بحسب تلك المضاعفة لأن الذي كان القرض له سبحانه حليم كريم ولا يرضى في الخير إلا بالفضل، وثقل في قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب دلالة على المبالغة في التكثير، وعبر بالمفاعلة في قراءة الجماعة لإفهام أن تلك الكثرة مما لابد من كونه، وأنه عمل فيه عمل من يباري آخر ويغالبه، وبنى للمفعول دلالة على باهر العظمة اللازم عنه كونه بغاية السهولة {ولهم} أي مع المضاعفة {أجر كريم} أي لا كدر فيه بانقطاع ولا قلة ولا زيادة بوجه من الوجوه أصلًا.
ولما بين سبحانه وتعالى أن الصدقة كالبذر الذي هو من أحسن الأرباح وأبهجها، بين الحامل عليها ترغيبًا فيها، فقال عاطفًا بالواو، إشارة إلى التمكن في جميع هذه الصفات: {والذين آمنوا} اي أوجدوا هذه الحقيقة العظيمة في أنفسهم {بالله} أي الملك الأعلى الذي له الجلال والإكرام {ورسله} اي كلهم لما لهم من النسبة إليه، فمن كذب بشيء على أحد منهم أوعمل عمل المكذب له لم يكن مؤمنًا به {أولئك} أي الذين لهم الرتب العالية والمقامات السامية {هم} أي خاصة لا غيرهم {الصديقون} أي الذين هم في غاية الصدق والتصديق لما يحق له أن يصدقه من سمعه، وقال القشيري: الصديق من استوى ظاهره وباطنه، ويقال: هو الذي يحمل الأمر على الأشق ولا ينزل إلى الرخص، ولا يحتاج للتأويلات، ولما كان الصديق لا يكون عريقًا في الصديقية إلا بالتأهيل لرتبة الشهادة قال تعالى: {والشهداء} معبرًا بما مفرده شهيد عاطفًا بالواو إشارة إلى قوة التمكن في كل من الوصفين، قال القشيري: هم الذين يشهدون بقلوبهم بواطن الوصل ويعتكفون بأسرارهم في أوطان القربة، وزاد المر عظمًا بقوله: {عند ربهم} أي الذي أحسن إليهم بالقربة بمثل تلك الرتبة العالية من الشهادة لله بكل ما أرسل به رسله، والأنبياء الماضين على أممهم والحضور في جميع الملاذ بالشهادة في سبيل الله، قال مجاهد: كل مؤمن صديق وشهيد- وتلا هذه الآية {لهم} أي جميع من مضى من الموصوفين بالخير {أجرهم} أي الذي جعله ربهم لهم {ونورهم} أي الذي زادهموه من فضله برحمته، أولئك أصحاب النعيم المقيم.
ولما ذكر أهل السعادة جامعًا لأصنافهم، أتبعهم أهل الشقاوة لذلك قال: {والذين كفروا} أي ستروا ما دلت عليه أنوار عقولهم ومرائي فكرهم {وكذبوا بآياتنا} على ما لها من العظمة بنسبتها إلينا سواء كانوا في ذلك مساترين أو مجاهرين أو عمل العالم بها عمل المكذب {أولئك} أي المبعدون من الخير خاصة {أصحاب الجحيم} أي النار التي هي غاية في توقدها، خالدون فيها من بين العصاة، وأما غيرهم فدخولهم لها إذا دخلوها ليس على وجه الصحبة الدالة على الملازمة، وأولئك هم الكاذبون الذي لا تقبل لهم شهادة عند ربهم، لهم عقابهم وعليهم ظلامهم، والآية من الاحتباك: ذكر الصديقية وما معها أولًا دليلًا على أضدادها ثانيًا، والجحيم ثانيًا دليلًا على النعيم أولًا، وسره أن الأول أعظم في الكرامة، والثاني أعظم في الإهانة. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
قال أبو علي الفارسي: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر: {إِنَّ المصدقين والمصدقات} بالتخفيف، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: {إِنَّ المصدقين والمصدقات} بتشديد الصاد فيهما، فعلى القراءة الأولى يكون معنى المصدق المؤمن، فيكون المعنى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لأن إقراض الله من الأعمال الصالحة، ثم قالوا: وهذه القراءة أولى لوجهين الأول: أن من تصدق لله وأقرض إذا لم يكن مؤمنًا لم يدخل تحت الوعد، فيصير ظاهر الآية متروكًا على قراءة التشديد، ولا يصير متروكًا على قراءة التخفيف والثاني: أن المتصدق هو الذي يقرض الله، فيصير قوله: {إِنَّ المصدقين والمصدقات} وقوله: {وَأَقْرِضُواُ الله} شيئًا واحدًا وهو تكرار، أما على قراءة التخفيف فإنه لا يلزم التكرار، وحجة من نقل وجهان أحدهما: أن في قراءة أبي: {إن المتصدقين والمتصدقات} بالتاء والثاني: أن قوله: {وَأَقْرَضُواُ الله قَرْضًا حَسَنًا} اعتراض بين الخبر والمخبر عنه، والاعتراض بمنزلة الصفة، فهو للصدقة أشد ملازمة منه للتصديق، وأجاب الأولون: بأنا لا نحمل قوله: {وَأَقْرَضُواُ} على الاعتراض، ولكنا نعطفه على المعنى، ألا ترى أن المصدقين والمصدقات معناه: إن الذين صدقوا، فصار تقدير الآية: إن الذين صدقوا وأقرضوا الله.
المسألة الثانية:
في الآية إشكال وهو أن عطف الفعل على الاسم قبيح فما الفائدة في التزامه ههنا؟ قال صاحب الكشاف قوله: {وَأَقْرَضُواُ} معطوف على معنى الفعل في المصدقين، لأن اللام بمعنى الذين، واسم الفاعل بمعنى صدقوا، كأنه قيل: إن الذين صدقوا وأقرضوا، واعلم أن هذا لا يزيل الإشكال فإنه ليس فيه بيان أنه لم عدل عن ذلك اللفظ إلى هذا اللفظ، والذي عندي فيه أن الألف واللام في المصدقين والمصدقات للمعهود، فكأنه ذكر جماعة معينين بهذا الوصف ثم قبل ذكر الخبر أخبر عنهم بأنهم أتوا بأحسن أنواع الصدقة وهو الإتيان بالقرض الحسن، ثم ذكر الخبر بعد ذلك وهو قوله: {يُضَاعَفُ لَهُمُ} فقوله: {وَأَقْرَضُواُ الله} هو المسمى بحشو اللوزنج كما في قوله:
إن الثمانين وبلغتها ** قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

المسألة الثالثة:
من قرأ: {المصدقين} بالتشديد اختلفوا في أن المراد هو الواجب أو التطوع أو هما جميعًا، أو المراد بالتصدق الواجب وبالإقراض التطوع لأن تسميته بالقرض كالدلالة على ذلك فكل هذه الاحتمالات مذكورة، أما قوله: {يضاعف لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} فقد تقدم القول فيه.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ}.
اعلم أنه تعالى ذكر قبل هذه الآية حال المؤمنين والمنافقين، وذكر الآن حال المؤمنين وحال الكافرين، ثم في الآية مسألتان:
المسألة الأولى:
الصديق نعت لمن كثر منه الصدق، وجمع صدقًا إلى صدق في الإيمان بالله تعالى ورسله وفي هذه الآية قولان: أحدهما: أن الآية عامة في كل من آمن بالله ورسله وهو مذهب مجاهد قال: كل من آمن بالله ورسله فهو صديق ثم قرأ هذه الآية، ويدل على هذا ما روي عن ابن عباس في قوله: {هُمُ الصديقون} أي الموحدون الثاني: أن الآية خاصة، وهو قول المقاتلين: أن الصديقين هم الذين آمنوا بالرسل حين أتوهم ولم يكذبوا ساعة قط مثل آل ياسين، ومثل مؤمن آل فرعون، وأما في ديننا فهم ثمانية سبقوا أهل الأرض إلى الإسلام أبو بكر وعلي وزيد وعثمان وطلحة والزبير وسعد وحمزة وتاسعهم عمر ألحقه الله بهم لما عرف من صدق نيته.
المسألة الثانية:
قوله: {والشهداء} فيه قولان: الأول: أنه عطف على الآية الأولى والتقدير: إن الذين آمنوا بالله ورسله هم الصديقون وهم الشهداء، قال مجاهد: كل مؤمن فهو صديق وشهيد وتلا هذه الآية، جذا القول اختلفوا في أنه لم سمي كل مؤمن شهيد؟ فقال بعضهم لأن المؤمنين هم الشهداء عند ربهم على العباد في أعمالهم، والمراد أنهم عدول الآخرة الذي تقبل شهادتهم، وقال الحسن: السبب في هذا الاسم أن كل مؤمن فإنه يشهد كرامة ربه، وقال الأصم: كل مؤمن شهيد لأنه قائم لله تعالى بالشهادة فيما تعبدهم به من وجوب الإيمان ووجوب الطاعات وحرمة الكفر والمعاصي، وقال أبو مسلم: قد ذكرنا أن الصديق نعت لمن كثر منه الصدق وجمع صدقًا إلى صدق في الإيمان بالله تعالى ورسله فصاروا بذلك شهداء على غيرهم القول الثاني: أن قوله: {والشهداء} ليس عطفًا على ما تقدم بل هو مبتدأ، وخبره قوله: {عِندَ رَبّهِمْ} أو يكون ذلك صفة وخبره هو قوله: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ} وعلى هذا القول اختلفوا في المراد من الشهداء، فقال الفراء والزجاج: هم الأنبياء لقوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء شَهِيدًا} [النساء: 41] وقال مقاتل ومحمد بن جرير: الشهداء هم الذين استشهدوا في سبيل الله، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا: المقتول، فقال: إن شهداء أمتي إذًا لقليل، ثم ذكر أن المقتول شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد» الحديث.
واعلم أنه تعالى لما ذكر حال المؤمنين، أتبعه بذكر حال الكافرين فقال: {والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم}. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {إِنَّ المصدقين والمصدقات}.
قرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم بتخفيف الصاد فيهما من التصديق، أي المصدّقين بما أنزل الله تعالى.
الباقون بالتشديد أي المتصدقين والمتصدقات فأدغِمت التاء في الصاد، وكذلك في مصحف أُبيّ.
وهو حثٌّ على الصدقات، ولهذا قال: {وَأَقْرَضُواْ الله قَرْضًا حَسَنًا} بالصدقة والنفقة في سبيل الله.
قال الحسن: كل ما في القرآن من القرض الحسن فهو التطوع.
وقيل: هو العمل الصالح من الصدقة وغيرها محتسبًا صادقًا.
وإنما عطف بالفعل على الاسم، لأن ذلك الاسم في تقدير الفعل، أي إن الذين صدّقوا وأقرضوا {يُضَاعَفُ لَهُمْ} أمثالها.
وقراءة العامة بفتح العين على ما لم يسم فاعله.
وقرأ الأعمش: {يُضَاعِفُه} بكسر العين وزيادة هاء.
وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب {يُضَعَّفُ} بفتح العين وتشديدها.
{وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} يعني الجنة.
قوله تعالى: {والذين آمَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ أولئك هُمُ الصديقون والشهداء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} اختلف في {والشهداء} هل هو مقطوع مما قبل أو متصل به.
فقال مجاهد وزيد بن أسلم: إن الشهداء والصدّيقين هم المؤمنون وأنه متصل؛ وروي معناه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فلا يوقف على هذا على قوله: {الصديقون} وهذا قول ابن مسعود في تأويل الآية.